• No se han encontrado resultados

Interpreting expressions of sexual contents in public services

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2020

Share "Interpreting expressions of sexual contents in public services"

Copied!
15
0
0

Texto completo

(1)‫ترجمة عبارات الجنس في قطاع الخدمات العمومية‬ ‫‪Mohamed EL-MADKOURI MAATAOUI‬‬ ‫‪Autonomout University‬‬ ‫‪of Madrid, Spain‬‬ ‫‪el-madkouri@uam.es‬‬. ‫تتمثل غاية هذا البحث في إجراء تحليل ووصف لبعض مظاهر اللغة التي ترتبط معرفتها والتعبير عنها واستقبالها‬ ‫ً‬ ‫بالبعدين االجتماعي والثقافي بعيدا عن املظاهر الشكلية البحتة ‪ ،‬ففي بعض األحيان قد نفهم مجموع معاني الكلمات‬ ‫من غير إدراك للمغزى الخفي املراد منها ألننا قد نرفض بعض التركيبات اللغوية ونصفها بالغرابة؛ فتصبح بالتالي‬ ‫فاقدة للمعنى من منظورنا االجتماعي والثقافي الخاص‪ ،‬في الوقت الذي تكون فيه محملة باملعاني من وجهة نظر قاللها‬ ‫املوج َه ْين لعملية القول‪.‬‬ ‫بحسب السياقين االجتماعي والثقافي ِّ‬ ‫تماشيا مع هذا الطرح‪ ،‬وإلظهار مثل هذا النوع من التراكيب اللغوية‪ ،‬سأتناول اإلشارات والتعبيرات ذات املضامين‬ ‫الجنسية التي يتعين ترجمتها من العربية إلى اإلسبانية في قطاع الخدمات العامة‪ ،‬مركزا بصفة خاصة على الترجمة‬ ‫الفورية ألنها‪ ،‬بعكس الترجمة املكتوبة‪ ،‬تتطلب وجود األضالع الثالثة لعملية التواصل وهم‪ :‬مقدم الخدمة واملستفيد‬ ‫منها واملترجم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جنسية‪ ،‬قطاع الخدمات العامة‪.‬‬ ‫الكلمات الدليلة‪ :‬الترجمة الفورية‪ ،-‬إشارات ذات مضامين‬ ‫إن الوجود الفيزيقي لألضالع الثالثة لعملية التواصل يحدد الطريقة التي يتم بمقتضاها بناء وتفسير التراكيب‬ ‫ً‬ ‫اللغوية‪ ،‬ومن ثم ليس من الضروري فقط تمكن املترجم من األسس الشكلية للغتين محل االتصال‪ ،‬وإنما أيضا‬ ‫معرفة تامة بالقواعد االجتماعية والثقافية التي تقض ي ببناء التراكيب اللغوية‪ ،‬وكذلك كيفية تفسيرها في هذا اإلطار؛‬ ‫والحال أن االختالفات ال توجد بين البنيات اللغوية فحسب بل في أساليب استعمالها كذلك نظرا لالختالفات‬ ‫السوسيوثقافية‪ .‬وعليه‪ ،‬فليس الهدف‪ ،‬في هذا املقام‪ ،‬التأسيس ملجموعة من الثوابت االجتماعية أو الثقافية وإنما‬ ‫محاولة وصف وتفسير هذه "الحتمية" السياقية لبعض التعابير اللغوية‪.‬‬ ‫ينطلق البحث من القاعدة املسلم بها التي تقض ي بعدم إمكانية فصل التركيبات اللغوية عن اإلطار االجتماعي والثقافي‬ ‫الذي أسهم في ُّ‬ ‫تكونها و بلورتها مع عدم االستغناء عن التفسيرات االجتماعية املتضمنة لها‪ .‬فهذا السياق بالتحديد‬ ‫متحكم في املراد وغير املراد من التراكيب اللغوية بصرف النظر عن طبيعتها الشكلية‪ ،‬باعتبار قدرة الثقافة على صوغ‬ ‫وتفسير التعبيرات اللغوية الخاصة بجسد اإلنسان وجنسه‪ .‬انطالقا من هذه املسلمة األولى‪ ،‬ينبني البحث عن فرضية‬ ‫ثا ِّنية مفادها أن املشاعر اإلنسانية واحدة في كل شعوب العالم (مثل الحب والكراهية والتنافسية وغيرها)‪ ،‬وأن‬ ‫حددة لطريقة ومكان وزمان التعبير عنها‪ ،‬بمعنى أن الشعور واحد في مقابل طرالق التعبير عنه‬ ‫الثقافات املختلفة م ِّ‬ ‫املتعددة‪ .‬لهذا‪ ،‬فالترجمة الفورية في املجاالت االجتماعية ععكس بعض الصعوبات‪ ،‬خاصة عندما يلتقي إطاران‬ ‫ثقافيان يتعامل كل منهما مع الجسد والحميمية واملساحات الخاصة بهما بطريقة مباينة لألخرى‪ .‬فمفهوم كل من‬ ‫الحيز العمومي والحيز الخصوص ي وما يمكن التعبير عنه في األول وما يجب االحتفاظ به للثاني يؤثر‪،‬الريب‪ ،‬على كيفية‬ ‫‪51‬‬.

(2) ‫تركيب واستيعاب التعبيرات اللغوية وكذلك ترجمتها من لغة إلى أخرى‪ ،‬علما أننا ال ن ْعنى في هذه املقالة باملالمح‬ ‫الصوتية أو الصرفية‪ ،‬بل باستخداماتها وممارساتها؛ فاللغة بالنسبة للمترجم ‪-‬قبل كل ش يء‪ -‬ععابير ذات معنى‪.‬‬ ‫ممارسات خطابية‬ ‫يقوم املترجم بعمله في مواقف اتصال تحتاج إلى مجموعة من املها ات إلى جانب معرفته َ‬ ‫بلغت ْي الترجمة‪ .‬فمعرفة‬ ‫ر‬ ‫املترجم باللغات األخرى التي يكتسبها ت َّ‬ ‫تحصل خالل مشوار إعداده الطويل بشكل منظم وفقا لقواعد منهجية‪ ،‬إال في‬ ‫حاالت استثنالية‪ .‬وهذا يعني أن عملية ععليم‪/‬ععلم اللغات قد تمت على أساس لغات نموذجية‪ ،‬حيادية وعامة‪ ،‬فما‬ ‫يتم ععليمه‪/‬ععلمه للغة العامة ذات االستخدامات النموذجية عشترك فيها جميع أماكن وأطياف الخريطة اللغوية‬ ‫واالجتماعية لهذه اللغة‪ .‬إنها لغة حيادية ألنها ال ععنى باالختالفات الناتجة عن تنوعها‪ :‬حيادية من وجهة نظر‬ ‫الصوتيات‪ ،‬بحيث يتم تقديمها للمتعلمين الجدد على أنها نموذج واحد عام يجب اتباعه‪ .‬في مثل هذه املمارسات‬ ‫اللغوية ‪-‬التي يتم تنمية جانبها الشفهي بواسطة محترفين متخصصيين وعسجيالت تم تنقيحها في معامل صوتيات‪-‬‬ ‫يختفى كل ما نستطيع أن نجده في لغة الشارع الحية‪ ،‬التي يتكلمها أشخاص من مختلف أنحاء العالم‪ ،‬وبطريقة نطق‬ ‫وممارسات خطابية مختلفة‪ ،‬قد تؤثر في بعض األحيان على عملية التواصل بين من يفترض أنهم أبناء لغة واحدة‪.‬‬ ‫هناك بالفعل حاالت لبعض املترجمين اإلسبان إلى اللغة االنجليزية ممن واجهوا صعوبات في التفاهم مع أشخاص‬ ‫قادمين من بالد أخرى ناطقة باإلسبانية‪ ،‬ففي مطار مدينة "سيدني" مثال‪ ،‬نلفي حالة مترجم إسباني لم يستطع‬ ‫التفاهم منذ اللحظة األولى مع مواطن كوبي يطلب اللجوء السياس ي‪ ،‬مما جعل الشرطي االسترالي يشك في جنسية‬ ‫الكوبي وفي صحة االسبانية التي يتحدثها‪ .‬إذ افترض رجل الشرطة منطقيا يسر تفاهمهما‪ ،‬وما دام األمر غير ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫كان على حق في التشكيك بهويته الكوبية‪ .‬يوضح املثال املضروب ما يحدث فعليا بالنسبة للترجمة الفورية في قطاع‬ ‫الخدمات العمومية‪ ،‬حيث اعتياد أسماعنا على طريقة نطق املذيعين املحترفين في قنوات‪ ،‬الـ "بي بي س ي" أو الـ"س ي ان‬ ‫ان" أو "راديو فرنسا الدولي" أو "الجزيرة"‪ ،‬قد يسبب متاعب عندما يكون الشخص املترجم له من نيجيريا أو من‬ ‫ساحل العاج أو من جنوب السودان‪ ،‬إال أن هذه الصعاب –صوتية كانت أو معجمية بشكل أساس ي‪ -‬يمكن التغلب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عليها باملراس واالحتكاك‪ ،‬على خالف مظاهر أخرى من املمارسات الخطابية يتطلب تجاوزها وقتا طويال‪.‬‬ ‫إن لكنة الكالم والحركات واأللفاظ ‪-‬التي قد تبدو لنا غريبة في بداية األمر‪ -‬تتالش ى خصوصيتها وغرابتها تدريجيا مع‬ ‫املمارسة‪ ،‬ومثالنا على ذلك مترجم منحدر من "مدريد" يذهب ملدة أسبوعين لريف منطقة "اكستريمادورا" ليقوم‬ ‫بالترجمة بين فالحي البادية وباحثين في حقول التين ناطقين باالنجليزية‪ .‬فقد يشعر املترجم في البداية بغرابة لكنتهم‬ ‫في الكالم واختيارهم للكلمات‪،‬لكنه شيئا فشيئا سيتعود عليها‪ ،‬حتى أنه بعد مرور الوقت يمكنه التحدث معهم ‪-‬إن‬ ‫جاهد نفسه‪ -‬بلكنتهم الخاصة‪ ،‬وذلك بعد ألفته بالقواعد الصوتية الستخدام اللغة من قبل سكان هذه املنطقة‬ ‫الجغرافية وبالتحديد من قبل أصحاب هذه املهنة‪.‬‬ ‫إال أن هذا األمر يصعب تجاوزه إذا كانت قواعد استخدام اللغة بعيدة عن نظامها اللغوي‪ ،‬فمن وجهة النظر اللغوية‬ ‫ُّ َ‬ ‫تحدث أية لغة بشكل صحيح إذا ما أتقن قواعدها النحوية وطريقة استخدام مفرداتها‪ .‬على‬ ‫البحـتة‪ ،‬يستطيع الفرد‬ ‫ُّ‬ ‫إتقان اللغة وتحد ِّثها بشكل صحيح‪ ،‬قواعده غير واضحة املعالم‪ ،‬تنبع بشكل‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬هناك بعد آخر لفكرة ِّ‬ ‫‪52‬‬.

(3) ‫رليس ي من الثوابت االجتماعية والثقافية للمارسات الخطابية‪ .‬هذه الثوابت هي التي تنظم وتحدد القول وكيفية‬ ‫تحققه واملسكوت عنه‪ ،‬وبرغم صحة ما أكده "رومان جاكوبسون" (‪ )9191‬من أن ما يقال في لغة معينة يمكن قوله‬ ‫ً‬ ‫أيضا في لغات أخرى‪ ،‬فإن الثوابت الثقافية تضع حدا إلمكانيات الكالم‪ ،‬وتنظم إمكانيات التواصل اإلنساني وطريقة‬ ‫التعبير عن األفكار‪ .‬إن الثوابت الثقافية واالجتماعية تفرض نفسها على قواعد املمارسات الخطابية‪ ،‬كما في حاالت‬ ‫"التابوهات" أو املحظورات ‪ ،‬على سبيل املثال‪:‬‬ ‫التابوه يأعي على نوعين‪)9 :‬إيجابي‪ ،‬عندما يكون ش يء ما مفعما بقوة روحية فال يجب‬ ‫ً‬ ‫االقتراب منه كثيرا (تابوت العهد عند اليهود)‪ )2 .‬سلبي‪ ،‬عندما يكون ش ئ ما ملوثا وال‬ ‫يجب االقتراب منه‪(Nida y Taber, 1975:115).‬‬ ‫ً‬ ‫ومن هنا يكون موضوع املحظورات الخطابية محددا بطريقة ما لفهم الخطاب في الترجمة الفورية في قطاع الخدمات‬ ‫ً‬ ‫العمومية‪ .‬إالأنه تجدر اإلشارة‪ ،‬هنا‪ ،‬إلى معلومة نراها مهمة جدا بالنسبة لترجمة املضامين الجنسية بين العربية‬ ‫واإلسبانية‪ ،‬وهي كون الجنس في حد ذاته ليس من املحظورات (ال اإليجابية وال السلبية من وجهة نظر التواصل‬ ‫ً‬ ‫الخطابي بين متكافئين)‪ ،‬إنما املحظور هو بعض التراكيب اللغوية التي عشير إليه عالنية‪ ،‬بمعنى أنه يمكن التحدث‬ ‫بحرية عن الجنس‪ ،‬لكن مع مراعاة متى وأين ومع من نتحدث‪ .‬إن املكان والزمان واملخاطب هي عناصر تحدد خطاب‬ ‫الجنس في املنظومة العربية التقليدية ‪.‬‬ ‫إن الثقافات العربية تفرض قواعدها على املمارسات الخطابية عن الجنس‪ ،‬وليس الدين كما قد يفترض البعض‬ ‫ً‬ ‫للوهلة االولى‪ .‬ذلك‪ ،‬وعكس ما قد يعتقد‪ ،‬أن الخطاب الديني اإلسالمي يعتبر أكثر انفتاحا في الحديث عن التربية‬ ‫الجنسية مقارنة بالخطاب اليومي املعمم‪ .‬إذ بإمكان اإلمام أو الخطيب تناول هذا املوضوع من فوق منبره وأمام جمع‬ ‫من الرجال والنساء من مختلف األعمار‪ ،‬األمر الذي قد ال يحدث مع أنواع أخرى من الخطاب‪ ،‬باستثناء قاعات‬ ‫املدرسة‪ ،‬واملسألة ال عشمل جميع الدول العربية اإلسالمية‪ .‬ععد هذه الظاهرة أشبه ‪-‬في ثناليتها الدين‪/‬الثقافة‪-‬‬ ‫ً‬ ‫بالفصل في املكان بين الرجال والنساء في بعض البالد اإلسالمية‪ ،‬ففي الحرم الشريف يقف الرجال والنساء جنبا إلى‬ ‫جنب‪ ،‬يطوفون حول الكعبة ويصلون الصلوات‪ ،‬كل في مكانه‪ ،‬بدون أي نوع من أنواع الفصل‪ .‬حتى أن الخليجيات‬ ‫وغيرهن ممن ترتدين النقاب يكشفن عن وجوههن عندما يدخلن الحرم املقدس‪ .‬على الرغم من ذلك‪ ،‬فبعد االنتهاء‬ ‫من الطواف والخروج إلى الحيز الدنيوي‪ ،‬نراهم يصلون منفصلين وتؤدي نساء دول الخليج العربي صالتهن غير‬ ‫كاشفات الوجوه‪ ،‬فاملسألة‪،‬إذن‪ ،‬ليست دينية وإنما ثقافية باألساس‪ ،‬وعلى نفس الشاكلة‪ ،‬عندما نسمع في الخطبة‬ ‫جملة "ال حياء في الدين" ندرك وقتها أن ما يأعي بعدها يدور في فلك العالقات الجنسية والزوجية بشكل عام‪ ،‬كما‬ ‫أنه قد يعد بمثابة دعوة للمؤمنين للسؤال عن هذه املوضوعات‪.‬‬ ‫الواقع أن هناك الكثير من األمثلة لهذه النوعية من الخطاب على الشابكة‪ ،‬حتى بالنسبة ألنظمة دينية كالنظام‬ ‫اإليراني حيث تفرض الثقافة قواعدها على املجتمع‪ ،‬ويتساوى في ذلك العرب املسيحيون والعرب املسلمون‪ .‬وفي‬ ‫بعض األحيان تكون بعض الفئات في املجتمعات املسيحية العربية محافظة أكثر من املسلمة‪ ،‬لكونها أقلية‪ ،‬كما هو‬ ‫الحال في بلدان كاألردن وفلسطين والعراق‪،‬على سبيل املثال‪ ،‬بناء على قاعدة كون األقليات أكثر محافظة من األغلبية‬ ‫في املجمتع الذي ععيش فيه‪ ،‬أما املظاهر التي قد ال تنطبق عليها هذه القاعدة في املجمتعات العربية فهي املتأثرة‬ ‫باالستعمار الغربي‪ ،‬خاصة الفرنس ي منه‪.‬‬ ‫بناء الخطاب‬ ‫‪53‬‬.

(4) ‫ال يمكن تجاهل األساس اللغوي في بناء الخطاب‪ ،‬ذلك أنه على الرغم من أن كلمة "ثقافة" وإطارها الداللي‬ ‫يستخدمان بتواتر في الوقت الراهن‪ ،‬فإننا عندما نتحدث عن بناء وتلقي الخطاب‪ ،‬خاصة في مجال الترجمة املكتوبة‬ ‫و الفورية‪ ،‬ال يجب إغفال األساس اللغوي لهذا البناء؛ فاملكونان اللغوي والثقافي للخطاب ليسا متناقضين أو‬ ‫متضادين‪ ،‬بل متكاملين‪ ،‬سواء بالنسبة للجانب الخاص بفهم الخطاب األصلي أو بالنسبة لخطاب املترجم‪ .‬إن اللغة‬ ‫والثقافة مصطلحان ينتميان ملرحلتين مختلفتين في التعامل مع الترجمة املكتوبة والفورية وعلومهما في الثالثين عام‬ ‫املاضية‪ .‬بالفعل‪ ،‬فإن النظرة اللغوية البحتة للترجمة كانت سالدة في الستينيات والسبيعينيات من القرن‬ ‫العشرين‪،‬في حين عسود اآلن النظرة الثقافية‪ .‬كانت التعريفات السالدة في تلك الفترة من قبيل ما يلي (املوسوعة‬ ‫الكبيرة‪:)9191 :‬‬ ‫الترجمة هي حالة خاصة من التواصل اللغوي‪ .‬وبمعنى أعم و أشمل‪ ،‬فهي عشير إلى أية‬ ‫وسيلة للتواصل بين اللغات عسمح بنقل املعلومات بين املتخاطبين من لغات مختلفة‪.‬‬ ‫فالترجمة تحمل رسالة من لغة املصدر أو املنبع وتنقلها إلى لغة الوصول أو الهدف‪.‬‬ ‫بالتالي يمكن الجزم بأنه في الوقت الراهن يكون املجال الداللي لكلمات‪" :‬ثقافة‪ ،‬ثقافي‪ ،‬بين الثقافات‪ ،‬وما وراء‬ ‫الثقافات" قد حل محل كلمات مثل "لغويات‪ ،‬ولغويات بينية"‪ .‬لو افترضنا أن االستشهاد السابق قيل في الوقت‬ ‫ً‬ ‫الراهن‪ ،‬الستعملنا بكل تأكيد التواصل الثقافي أو التواصل بين الثقافات بدال من التواصل اللغوي أو التواصل بين‬ ‫اللغات‪ .‬لعل هذا التغير في الطرح يستمد شرعيته من منطقه التاريخي إذا أخذنا بعين االعتبار أن إدراك الظاهرة‬ ‫اللغوية في تطور مستمر‪.‬‬ ‫ومنذ أن تحولت اللغويات‪/‬اللسانيات من كونها ععتني بالجملة بشكل حصري إلى التركيز على ما هو خارج نطاق الجملة‬ ‫في التحليل اللغوي‪ ،‬أصبح املكون اللغوي ليس كل ما في الجملة مثال‪ ،‬بل مكون واحد من بين مكونات عدة وإن كان‬ ‫الزال أساسيا‪ ،‬وكلها تتداخل في عمليات الفهم والصياغة التي تتطلبهما عملية الترجمة؛ وعليه يمكن‪ ،‬من منظور‬ ‫الترجمة في الخدمات العمومية وباالستدالل بما قاله )‪ Íñiguez Rueda (2009, 109‬تأكيد‪:‬‬ ‫اعتبار أي خطاب مجموعة من املمارسات اللغوية التي تحافظ على مجموعة من‬ ‫العالقات االجتماعية وتروج لها‪ .‬لذلك فالتحليل يركز على دراسة كيفية عمل هذه‬ ‫املمارسات في الحاضر للحفاظ عليها والترويج لها‪ ،‬أي الكشف عن سلطة اللغة‬ ‫كممارسة تأسيسية وتنظيمية‪.‬‬ ‫إن التفاعالت الخطابية للحديث وضغوط املجتمعات وقواعد قيمها األيديولوجية والثقافية املهيمنة‪ ،‬لها نفس القدر‬ ‫من األهمية والتأثير عندما يتعلق األمر بالترجمة الفورية في قطاع الخدمات العمومية‪.‬‬ ‫السياق االجتماعي والثقافي لتبادل الخطاب‬ ‫يتضح مما سبق أن املمارسات اللغوية والخطابية في عمل املترجم تتم في سياق محدد‪ ،‬مع متكلمين ومستمعين‬ ‫محددين‪ ،‬يتكلمون ويشكلون تراكيبهم اللغوية بالطريقة التي اعتادوها اجتماعيا وبشكل ععتبر فيه ثقافاتهم محددا‬ ‫طبيعيا لهذه التراكيب‪ .‬فالنيجري أو التشادي يعبران عن نفسيهما باإلنجليزية أو الفرنسية بنفس التلقالية التي يتمتع‬ ‫‪54‬‬.

(5) ‫بها متكلم اللغة األصلية‪ .‬إال أن هذه الطريقة العفوية والطبيعية الخاصة بهؤالء املتحدثين قد تبدو في بداية األمر‬ ‫غريبة بالنسبة ملترجم اللغات األوروبية لكونها مغايرة لشكل اللغة التي كان قد ععلمها هو بطريقة ممنهجة وبطرالق‬ ‫ععليمية حديثة‪ (El-Madkouri y Soto Aranda: 2012) .‬وهذا "االنحراف" عن اللغة قد يصل في أحيان إلى تهديد‬ ‫عملية التواصل التي يعمل املترجم على تحقيقها‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬فإن لكنة الكالم ًواملفردات وبعض التعبيرات‬ ‫اللغوية قد تبدو غريبة على آذان مترجم اللغات االوروبية‪ (El-Madkouri y Soto Aranda: 2012).‬وبالفعل‪ ،‬فإن كثيرا‬ ‫من املترجمين يلتمسون العذر في كون هؤالء املتحدثين "ال يفهم عنهم شيئا ألنهم يتكلمون بطريقة غريبة"‪ .‬فإذا كان‬ ‫ً‬ ‫املترجم أوروبيا واملتحدث إفريقيا‪ ،‬فغالبا ما يلقي باللوم على الثاني بسبب إفشاله عملية التواصل‪ .‬كما لو أن املترجم‬ ‫ينتظر منه أن يتكلم بنفس الطريقة التي يتحدث بها املذيعون املحترفون الذين ععود هو على سماعهم في مرحلة ععلمه‬ ‫ً‬ ‫لإلنجليزية أو الفرنسية‪ .‬وتزداد مهمة تحقيق عملية تواصل سلسة ععقيدا بسبب التداخالت االجتماعية والثقافية‬ ‫الخاصة باللغة والثقافة األصليتين‪.‬‬ ‫التأثيرات االجتماعية في املمارسات الخطابية‬ ‫ععتبر القيود والظروف االجتماعية فاعلة في إنجاح عملية التواصل في قطاع الخدمات العمومية‪ .‬ففي اللغة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬يعتبر تأكيد وإظهار املؤنث على مستوى الخطاب‪ ،‬على الرغم من ضم املذكر لإلثنين‪،‬‬ ‫فهذه الظاهرة مثال قاعدة اجتماعية وليست لغوية‪ .‬هذا النوع من القواعد االجتماعية يفرز تركيب ععبيرات من النوع‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫ صديقي‪/‬صديقتي العزيز‪/‬العزيزة‬‫ً‬ ‫ أو ذلك التعبير الوزاري الشهير غير الصحيح في اللغة اإلسبانية "‪ barbmeim‬عضوات" بدال من "أعضاء"‪.‬أو‬‫ً‬ ‫اختيار عبارة "رلاسة الجمعية" بدال من "رليس الجمعية" في القانون التأسيس ى لعدد من الجمعيات‬ ‫اإلسبانية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يكمن في باطن مثل هذا النوع من القواعد مكون أيديولوجي قوي‪ ،‬ليس دالما قابال إليجاد مرادف له في‬ ‫اللغات األخرى من املنظور االجتماعي‪-‬اللغوي‪ ،‬حتى لو كانت لغة التواصل واحدة من اللغات التي تم ععلمها‬ ‫بشكل منهجي‪،‬كاإلنجليزية أو الفرنسية أو اإلسبانية مثال‪ ،‬وهذا هو الحال بالنسبة لبعض الدول اإلفريقية‬ ‫الناطقة باإلنجليزية أو الفرنسية‪ ،‬كنيجيريا والكاميرون‪ ،‬على سبيل املثال‪ .‬ال يتوقف األمر هنا على املتغيرات‬ ‫اللغوية املحسوسة وأوجه اختالفها مع اللغات األصل وإنما يمتد إلى عملية بناء الخطاب اللغوي الشفهي أو‬ ‫املكتوب نفسها‪ ،‬فاملتحدث ينطلق من مجموعة من املعارف الظاهرة والباطنة املختلفة من مجتمع إلى آخر‪،‬‬ ‫مع أن كليهما يتحدث نفس اللغة‪ .‬لو أضفنا إلى ذلك أن املتلقي ال ينطلق من نفس تلك الثوابت أو املسلمات‬ ‫االجتماعية أو األيديولوجية‪ ،‬استطعنا حينها أن ندرك كيف يحتاج املترجم إلى مجموعة معارف تتجاوز‬ ‫مجرد التمكن من املظاهر الشكلية للغة األصل‪.‬‬ ‫هذه املتغيرات اللغوية والتعددية الخطابية هي السبب في فشل التواصل إذا كان املترجم غير معتاد عليها أو حاول‬ ‫تطبيق طرالقه الخاصة في الفهم على ممارسات لغوية مختلفة‪ .‬بمعنى أن املترجم قد يفهم املعنى اللغوي ملن يقوم‬ ‫ً‬ ‫بالترجمة له‪ ،‬لكنه ال يدرك تماما مغزاه وما أراد التعبير عنه‪.‬‬. ‫‪55‬‬.

(6) ‫الحياء‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬يجعلنا نقول شيئا نشير من وراله إلى ش يء آخر ومضامين أخرى غير مصرح بها في الخطاب‪.‬‬ ‫في مثل هذه الحاالت يتأرجح املترجم املبتدئ بين عدم الفهم وسوء الفهم‪ .‬ينتج عدم الفهم عندما ال يستطيع املتلقي‬ ‫ً‬ ‫فهم أي ش يء أو أن يفهم فقط جزءا من الخطاب الذي تم بناؤه بطريقة مغايرة بسبب الحياء‪ .‬وتتأرجح ردة فعل‬ ‫املترجم بين الثقة العمياء في نفسه وفي ما يعتقده‪ ،‬وبين روح املسؤولية املهنية‪ ،‬لذا فاملترجمون يتجاوبون مع هذه‬ ‫ً‬ ‫املواقف بطريقتين‪ :‬إما أن يقول البعض إن املتحدث يقول كالما غير مفهوم‪ ،‬ملقيا بذلك باللوم على الطرف األول في‬ ‫فشل التواصل‪ ،‬وإما أن يسأل إذا ما كان هناك ش يء غامض أو نقص في التكوين أو املعرفة يمنعه من فهم ما يسمع‬ ‫على الوجه األكمل‪ ،‬أي أن العيب فيه وليس في غيره‪ .‬أما سوء الفهم فينتج عندما يفسر املتلقي خطاب املتكلم‬ ‫بطريقة مغايرة ملا أراد التعبير عنه‪ .‬وعلى الرغم من أن عدم الفهم يأعي في غير صالح املهاجر في قطاع الخدمات‬ ‫ً‬ ‫العمومية‪ ،‬فإن سوء الفهم يعتبر أكثر ضررا ألنه يجعل املهاجر أو طالب اللجوء السياس ي مثال يقول أشياء لم يقلها‬ ‫(أو لم يرد قولها) وربما لم يفكر بها أساسا‪ .‬وال يدرك املترجم في أي من تلك الحاالت أنه قد حدث خطأ في الترجمة‪،‬‬ ‫أما مقدم الخدمة (املوظف الحكومي) فإنه يتخذ قراره بناء على معلومات غير صحيحة وقد يصل الفتراض سوء‬ ‫ً‬ ‫النية في متلقي الخدمة (املهاجر)‪ .‬وهذا األمر ال يحدث فقط مع اللغة العربية‪ ،‬حيث يلعب اإلطار الثقافي دورا مهما في‬ ‫ً‬ ‫استخدام التعبيرات الخفيفة الوقع أو الرمزية‪ ،‬وإنما أيضا مع فرنسية كثير من السنغاليين مثال‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه التعبيرات الخفيفة الوقع وما يترتب عليها من سوء فهم ال تحدث فقط بين الثقافات‬ ‫ً‬ ‫املتغايرة‪ ،‬كالعربية واإلسبانية‪ ،‬بل قد تحدث أيضا في قلب نفس الثقافة‪ .‬في هذاالسياق‪ ،‬فالعربية املتداولة في املغرب‬ ‫ً‬ ‫العربي‪ ،‬وبدون أن تكون صريحة بما يكفي كاإلسبانية‪ ،‬ععد أكثر صراحة وانفتاحا من العربية املتداولة في بالد الخليج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العربي أو ليبيا مثال‪ ،‬هذه الفروق الثقافية مهمة جدا في حاالت الترجمة املكتوبة ومحدد رليس ي وأساس ي جدا في‬ ‫حاالت الترجمة الفورية‪ .‬فعنصر الزمن والوجود الفيزيقي (أو التموقع) للمتحدث يحددان معانى التعبيرات الخفيفة‬ ‫واالستخدامات الرمزية للغة عند الترجمة‪ .‬وفي حاالت الترجمة املكتوبة‪ ،‬يمكن لذات املتحدث صياغة خطاب أكثر‬ ‫صراحة من الشفهية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يمكن القول إن املتغيرات اللغوية البعيدة عن اللغة األصل‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫بالنسبة لإلنجليزية والفرنسية‪ ،‬أو عن ممارسات لغوية‪-‬اجتماعية أخرى‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للعالم العربي‪ ،‬ععتبر‬ ‫عامال محددا في نجاح أو فشل التواصل في قطاع الخدمات العمومية‪.‬‬ ‫التأثيرات الثقافية في املمارسات الخطابية‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من مبدأ أننا عندما نتكلم أو نكتب ال نفعل ذلك بشكل منفرد وإنما بمرجعيتين اجتماعية وثقافية‪ ،‬يمكننا‬ ‫أن نتخيل مدى أهمية العوامل االجتماعية والثقافية في تكوين الصيغة النهالية للتراكيب اللغوية‪ .‬إذ بدون إدراك‬ ‫ذلك‪ ،‬نرى أن املجتمع والثقافة يجريان الكالم على ألسنتنا ويكتبان بأيدينا‪ ،‬ذلك أن "الخطاب عبارة عن اللغة‬ ‫كممارسة اجتماعية تحكمها تراكيب اجتماعية"‪ ،‬طبقا لـ)‪ . (Íñiguez Rueda, 2009:109‬كما أنهما يقرران ما يجب أن‬ ‫نقوله وما نسكت عنه‪ ،‬ونورد هنا بعض األمثلة الواردة في استمارات بحث جيسيما ترويال بالبيردي الذي أشرفنا عليه‬ ‫)‪:(Torruella Valverde, 2013‬‬ ‫‪1‬‬ ‫س‪ .‬إذن أنت لن عستطيعي أن تترجمي مثال طريقة أخذ عينة الحيوان املنوي؟‬. ‫السؤال موجه ملترجمة عربية‪ ،‬أعتقد أنها جزالرية املولد والتكوين األولي وجميع هذه األسئلة طرحتها الباحثة‬ ‫الكطالنية‪.‬‬ ‫‪56‬‬. ‫‪1‬‬.

(7) ‫ً‬ ‫ج‪ .‬بالطبع ال‪،‬أنا لن أستطيع أبدا أن أطلب أو أترجم هذا لرجل مسلم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫س‪ .‬وإن كان عربيا مسيحيا؟‬ ‫ ج‪ .‬مممممم‪ ...‬ولو كان مسيحيا‪ ،‬ألنه ينتمي لنفس الثقافة‪ .‬أرأيت؟ لو كان أفريقيا لفعلت‪ ،‬ألن السود‬‫األفارقة ال ينتمون لنفس الثقافة‪ ،‬لكن إن كان مصريا أو جزالريا أو أردنيا فال‪ ،‬فهي أشياء ال عستطيع امرأة‬ ‫أبدأ أن تتلفظ بها لرجل‪.‬‬ ‫‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫بهذه الطريقة فقط نستطيع أن ندرك‪ ،‬في الخطابات األكثر ععقيدا‪ ،‬ملاذا ععتبر الكتابات األدبية أيضا وثالق اجتماعية‬ ‫وثقافية (تاريخية)‪ .‬فنص الكاتب يدلنا على مجتمعه وثقافته‪ ،‬كما أننا من خالل معرفة العوامل االجتماعية‬ ‫والثقافية لشخص ما نستطيع أن نفهم ونفسر كتاباته‪.‬‬ ‫العامل الذهني‬ ‫ً‬ ‫ععتبر املعرفة الذهنية (‪ )noicanaoc‬عامال مهما جدا سواء في بناء الوحدات اللغوية أو في معالجتها‪ .‬فنحن عندما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫نتحدث‪ ،‬بعيدا عن قواعد اللغة ومفرداتها‪ ،‬نتبع مجموعة من األسس املعدة سلفا‪ .‬بمعنى أننا نتكلم "كما يتكلم‬ ‫اآلخرون" و"كما يجب أن نتكلم" متبعين بشكل حدس ي مجموعة قواعد اكتسبناها على مدار عملية ععلم اللغة‬ ‫واستعماالتها‪ .‬وجميعنايستحضر في ذهنه صورة األب الذي يلوم طفله الصغير بلطف إذا لم يشكر من يقدم له هدية‬ ‫أو يداعبه بكلمة رقيقة‪ .‬أي أننا ال نكتسب فقط اللغة وإنما قواعد استخدامها‪ .‬يجب أن نتعلم التعبيرات التي يجب‬ ‫استخدامها أو تجنبها لجميع املواقف‪.‬‬ ‫بالنسبة ملوضوع "الحياء" واملحظور‪ ،‬نحن نفكر في ش يء ما ونقول شيئا آخر أو نعبر عن نفس الواقع بطريقة و سياق‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫معينين‪ ،‬فالفرق بين كلمتي "مقعد" أو"مؤخرة" ينبع –فضال عن مستوى اللغة‪ -‬من السياق‪ .‬وهكذا دواليك مع بقية‬ ‫املفردات املتعلقة بالجهاز التناسلي‪ .‬لقد قصرت بعض الثقافات هذا اإلطار الداللي إلى حده األدنى‪ ،‬فأصبح مألوفا في‬ ‫اللغة العامة ما لم يكن يقال من قبل‪ .‬هكذا‪ ،‬نجد في اإلسبانية أن كلمات مثل "قضيب" و"مهبل" ال عستدعي أي حرج‬ ‫عند ذكرها في عيادة الطبيب أو حتى في لقاءات األصدقاء‪ ،‬مستبدلين بذلك كلمة "العضو الذكري أو األنثوي"‪ .‬إال أن‬ ‫ً‬ ‫مثل هذه األلفاظ تتسبب في حرج كبير في بعض الثقافات األخرى‪ ،‬كالعربية مثال‪ ،‬مثلما نقلت ‪Torruella Valverde,‬‬ ‫)‪ :2013‬عن أحد من حاورتهم‪:‬‬ ‫يتم التعبير عن األعضاء الجنسية بشكل مختلف (عما هو متداول في اللغة اإلسبانية)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فمثال يقال "الجزء األسفل" أو "منطقة البول" بدال من "مهبل"‪ .‬وعن الرجل يقال‬ ‫"العضو الذكري"‪ .‬هذا ما يقال في الجزالر على األقل‪ ،‬ال أعرف كيف يعبر عن ذلك‬ ‫العرب اآلخرون‪ .‬ونفس الشيئ عن "الشرج"‪ ،‬حيث تطلق عليه النساء وبصوت خفيض‬ ‫"منطقة البراز"‪.‬‬ ‫ال يقتصر األمر فقط على مثل هذه الكلمات والتعابير‪ ،‬بل في سياقات أخرى قد يخجل البعض أمام مستمع غريب‬ ‫عنه أن يتلفظ بألفاظ مثل "الحمل" أو حتى "الزواج"‪ .‬في هذه الحاالت يمكننا القول بأن قاعدة ذكر هذه الكلمات أو‬ ‫تفاديها أو استبدالها بغيرها تأعي من العالم الذهني اللغوي والثقافي‪ .‬هذا العالم الذهني الذي يحكم قواعد استخدام‬ ‫وتفسير اللغة‪ .‬وعليه‪ ،‬يمكن القول بأن إطار التمييز بين ما يمكن وما ال يمكن قوله ينتمي إلى املجال االجتماعي‬ ‫ً‬ ‫والثقافي‪ .‬األمر منسحب ال محالة على الترجمة في قطاع الخدمات العمومية حيث كثيرا ما يحدث سوء فهم نتيجة‬ ‫جهل العناصر الثقافية الخاصة بإطاري إنتاج واستقبال الخطابات غير التقليدية‪ .‬فما يقال وما يفهم قد يختلفان‬ ‫‪57‬‬.

(8) ‫ً‬ ‫كثيرا حتى داخل نفس اللغة والثقافة‪ .‬وخير دليل على ذلك ما قاله ‪ Juan Cercas, 2003:8‬معلقا على املقابلة أو‬ ‫الحوار األدبي والذي يمكن ععميمه على أنواع أخرى من املقابالت‪:‬‬ ‫ً‬ ‫يعتبر موضوع املقابالت نوعا أدبيا غريبا‪ .‬يظن بعض الذين عانوا كثيرا من هذه املقابالت‬ ‫ْ‬ ‫املستج َوب‪ ،‬وإنما باألحرى ما‬ ‫أنه عند االطالع على الواحدة منها فهو ال يقرأ أبدا ماقاله‬ ‫ً‬ ‫فهمه مجري املحاور مما قيل له‪ ،‬وهذا أمر مختلف تماما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذا التباين بين ما يقال وما يفهم شائع جدا في الترجمة في قطاع الخدمات العمومية‪ ،‬خاصة عندما يقصد املتحدث‬ ‫ً‬ ‫شيئا مختلفا عن ظاهر القول‪ ،‬بمعنى أن املتكلم –املهاجر غالبا ما يتفادى عسمية الواقع بنفس املسميات التي‬ ‫ً‬ ‫يستخدمها املترجم‪ ،‬ملقيا بذلك على عاتق املترجم مسؤولية تفسير ما يريد قوله‪ .‬لذا فكل ماله عالقة بالجنس ال يعبر‬ ‫عنه بظاهر القول في العيادات الطبية املتخصصة في طب النساء إذا كان الطبيب ذكرا‪ ،‬أو حتى في مراكز املصالح‬ ‫األمنية عند التبليغ عن إعتداءات جنسية‪.‬‬ ‫اإلطار التنظيمي للمارسات الخطابية‬ ‫إن تنظيم املمارسات الخطابية التي يتدخل فيها شخص ثالث بين املرسل واملتلقي ععتبر مهمة من نوع خاص‪ ،‬حيث‬ ‫توجد فيها بشكل عام هذه التداخالت‪:‬‬ ‫املستقبلة‬ ‫‪ .1‬املترجم ينتمي للغة والثقافة‬ ‫ِ‬ ‫يكون العامالن اللغوي والثقافي قاسما مشتركا بين ممثل السلطات العمومية أو غير العمومية واملترجم‪.‬‬ ‫في هذه الحالة ِّ‬ ‫فيستطيع املهاجر أن يقول للمترجم –بالنسبة ملوضوعات الحياء واملحظورات‪ -‬وبصراحة كل ما ال يمكن أن يقوله‬ ‫ملترجم من بني جلدته‪ .‬وألنه ال يتقاسم نفس الثقافة مع املترجم‪ ،‬يتحدث املهاجر بكل صراحة ألن مترجمه "ال يعلم"‬ ‫قواعد ما يجب أن يقال وما ال يجب أن يقال‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أن الجنس يعد عامال حيويا في هذا السياق‪ .‬فإذا كان‬ ‫الثالثة ينتمون لنفس النوع سيكون التواصل بينهم أكثر سالسة مما لو كان أحدهم ينتمي لنوع مغاير خاصة إذا كانت‬ ‫ً‬ ‫طالبة الخدمة أنثـى‪ ،‬ويكون أقل ععقيدا إذا كان أحد االثنين املنتمين للغات األوربية من نفس النوع الذي ينتمي له‬ ‫املهاجر‪ ،‬حيث يشعر األخير أن هناك قاسما مشتركا آخر بينهما‪ .‬يمكن القول بشكل عام إن النساء العربيات تفضلن‬ ‫التعامل مع نساء مثلهن‪ ،‬ولهذا عستغل بعض املهنيات املتخصصات هذا العامل الثقافي تجاريا‪ ،‬كما ععكس ذلك‬ ‫طبيبة أسنان أملانية ععيش في دبي ‪(AirberlinMagazin 12/2013: 14K‬تقول‪ " :‬النساء العربيات يشعرن بالراحة أكثر‬ ‫ً‬ ‫عند التعامل مع نساء مثلهن"‪ .‬هذه العوامل غير اللغوية ععتبر مهمة جدا لنجاح أو فشل عملية التواصل‪ .‬فإذا أرادت‬ ‫إمرأة مثال أن تبلغ عن اغتصابها أو أن يتم فحصها من قبل طبيب النساء ستشعر بالراحة أكثر إذا كان من يقوم‬ ‫بالترجمة إمرأة مثلها؛ على الرغم من ذلك‪ ،‬هناك أشياء قد ال تفصح عنها صراحة إذا كان أحد رجال‪ ،‬و على كل حال‬ ‫فاملصالح األمنية اإلسبانية غالبا ما تخصص إمرآة لتلقى شكايات وشكاوى النساء ضحايا العنف األسري سواء كن‬ ‫مهاجرات أو مواطنات إسبانيات‪ ،‬عكس املصالح األخرى كالطبية مثال‪ ،‬حيث قد يصادف املرأة إختصاص ي من غير‬ ‫جنسها‪ ،‬والذكور في هذه الحالة يبدو أنهم يشكلون األغلبية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املصدرة‬ ‫‪ .2‬املترجم ينتمي للغة والثقافة‬ ‫ِ‬. ‫‪58‬‬.

(9) ‫لو تم إعداد املترجم ليقوم بهذا العمل ولديه معرفة تامة بلغتي االتصال‪ ،‬فهذا هو أفضل وضع‪ ،‬طاملا لم تحدث أية‬ ‫من الحاالت التالية‪:‬‬ ‫أ‪ .‬أن يكون املترجم رجال ومتلقي الخدمة امرأة‪.‬‬ ‫إذا ارتأت متلقية الخدمة أن املعلومات التي يجب أن تترجم تدخل في نطاق الخصوصية‪ ،‬فعادة ما يأعي رد فعلها على‬ ‫شاكلتين‪ :‬إما أن ترفض الكالم وإن تكلمت فهي تفعل ذلك في أضيق الحدود املمكنة‪ ،‬وإما أن تتحدث ولكن بطريقة‬ ‫ً‬ ‫رمزية مما يجبر املترجم على إعادة تفسير ما تقوله مستعينا في ذلك بمعلوماته الذهنية للكشف عما تريد قوله‪ ،‬ففي‬ ‫هذه الحاالت يكون الفرق شاسعا بين ظاهر القول وباطنه‪ ،‬وبين ما قيل فعال واملراد منه‪.‬‬ ‫ب‪ .‬أن يكون املترجم امرأة ومتلقي الخدمة رجال‪.‬‬ ‫من خالل خبرتنا املتراكمة في تنسيق خدمة الترجمة املكتوبة والفورية‪ ،‬رأينا وقوع نفس الحاالت التي ذكرت في النقطة‬ ‫ً‬ ‫"‪ "١‬وأحيانا أكثر‪ .‬فالرجل العربي الكهل يشعر بالحرج عند التعبير عن حياته الخاصة والشخصية في حالة وجود امرأة‬ ‫أمامه من نفس ثقافته‪ ،‬أي عربية مثله‪ ،‬يتحول املوقف‪،‬على إثر ذلك‪ ،‬إلى موقف حواري مصطنع‪ ،‬مما يسبب إما‬ ‫ضيقا أو ضجرا أو ريبة ملقدم الخدمة‪ ،‬خاصة إذا كان من الجهاز األمنى‪ ،‬ألنه يشعر أنه ال يسيطر على الوضع بأكمله‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بما أنه ال يعلم سر توتر متلقي الخدمة واملترجمة في نفس اآلن‪ ،‬فيشك أحيانا بإخفائهما سرا‪ .‬ويصبح األمر أكثر سوءا‬ ‫بالنسبة للرجل العربي إذا كان الضلعان اآلخران في عملية التواصل من النساء‪ .‬هنا تصبح إجاباته مقتضبة وأقل‬ ‫ً‬ ‫بكثير من الترجمة التي يؤديها املترجم الذي يفترض أنه يكرر ما قيل ال أقل وال أكثر‪،‬من الشائع جدا‪ ،‬في هذه‬ ‫الحالة‪،‬أن نسمع من ممثل السلطات جمال كالتالية‪:‬‬ ‫ـ لم يقل كل هذا!‬ ‫ـ‪-‬إنه يخجل من قول كل ش يء!‬ ‫ـ‪-‬وأنت عساعده و تكمل له إجاباته طبعا‪ .‬أليس كذلك؟‬ ‫ظهرت هذه املمارسات الخطابية بين متلقي الخدمة ومقدمها واملترجم في السنوات الخمس األخيرة‪ ،‬حيث إن هذه‬ ‫املعارف لم تدخل ضمن خدمات الجهاز اإلداري للدولة‪ .‬وهذه املواقف قد تكون حرجة فى بعض األحيان‪ .‬وال يتوقف‬ ‫ً‬ ‫األمر عند متلقي الخدمة‪ ،‬فاملترجمة أيضا‪ ،‬بانتمائها للثقافة املصدرة‪ ،‬عشعر ببعض الحرج عند عسمية األعضاء‬ ‫التناسلية )‪ (Torruella Valverde, 2013‬كما نرى في قولها املوالي‪:‬‬ ‫سأكون صريحة معك‪ ،‬للتعبير عن كلمة "فرج" أشير مباشرة إلى البطن‪ ،‬حيث يبدو لي‬ ‫غير اللق عسميته باسمه‪ .‬أعرف أن املترجمين يترجمونه كـ "منطقة البول" لكن هذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الترجمة قد عشير أيضا إلى "القضيب" حيث يخرج البول أيضا‪ .‬بالعربية املغربية أقول‬ ‫للرجال "ديالك" فهي ععني "ذكرك" بالدارجة املغربية‪ ،‬وإذا استدعى األمر أشير بتحفظ‬ ‫شديد‪ .‬وبالنسبة للشرج‪ ،‬أقول كما نقول هنا "الجزء الخلفي" أو "الوراء"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تجدر اإلشارة أيضا إلى أن املترجم املنتمي للغة والثقافة املهاجرة يشعر أحيانا بأنه أعلى من متلقي الخدمة الذي ينتمي‬ ‫ً‬ ‫لنفس ثقافته ويلقي عليه باللوم لو فشلت عملية التواصل‪ .‬وقد يصل املترجم أحيانا للتعبير بشكل صريح أو ضمني‬ ‫ً‬ ‫عن عدم ععاطفه مع الشخص الذي يفترض أنه يتقاسم معه لغته وثقافته؛ فيبدو املترجم هنا كـمعلم وفقا لتصريح‬ ‫إحدى املترجمات‪:Torruella Valverde, 2013:‬‬ ‫‪59‬‬.

(10) ‫أن الثقافة اإلسبانية تولي أهمية كبيرة للشفافية وللحق في املعلومة وكذلك إلرادة‬ ‫األشخاص‪ .‬وهذا األمر ليس معتادا في بعض البالد العربية‪ .‬ففي الحاالت الطبيعية‪،‬‬ ‫فاإلطباء اإلسبان غالبا ما يصارحون املريض بكل ش يء وبشأن التوابع السلبية لدواء أو‬ ‫إجراء طبي ما‪ ،‬وغالبا ما يطلبون موافقته كتابة إلجراء أي فحص خاص أو عملية‬ ‫جراحية‪ ،‬وعندما يطلبون ذلك من أجنبي أو يطلبونه مني فأنا قد أفهم أن األمر خطير‬ ‫للغاية ألني لست متعودة في ثقافتي على أن أستشار في كل ما يتعلق بي وبجسمي‪.‬‬ ‫فاملاهجرون يفزعون جدا وينتابهم كثير من الخوف والريبة في هذه املواقف‪ ،‬لدرجة أن‬ ‫هناك بعض الحاالت تتوقف فيها األمور تماما بعدما كان كل ش يء معدا وجاهزا للعملية‬ ‫الجراحية ‪ ،‬بما في ذلك التحاليل والصور وقاعة العمليات وغرفة النوم و‪...‬‬ ‫على كل حال فهذا النوع من التواصل غير اللفظي ال يحدث فقط بين املترجم ومتلقي الخدمة بل في جل عملية‬ ‫التواصل في قطاع الخدمات العمومية‪ .‬وفي هذا السياق وفي مجال الترجمة‪ ،‬يؤكد )‪ Corsellis (2008: 128-142‬في‬ ‫الترجمة اإلسبانية التي قام بها ‪ Valero y Cobás, 2010: 121-153‬أنه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫من املنظور االجتماعي والثقافي‪ ،‬هناك مكون ضروري جدا لنجاح عملية التواصل أال‬ ‫وهو لغة الجسد‪ ،‬وبخاصة لغة العيون وععبيرات الوجة واإليماءات‪ ،‬ولغة اللمس‪،‬‬ ‫كالتقارب الجسدي واملسافة بين املتحاورين‪ .‬فمعرفة قراءة هذه "اإلشارات" مهارة عالية‬ ‫ً‬ ‫جدا تتوافر فقط عند أفضل محترفي الترجمة في الخدمات العمومية الذين يتمتعون‬ ‫بمعرفة حدسية لإلشارات غير اللفظية داخل نطاق ثقافتهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذه اإلشارات مهمة جدا للتواصل وتحمل الكثير من املعاني بشكل غير لفظي‪ .‬لهذا‪ ،‬فبناء ونشر املعرفة عن وسالل‬ ‫االتصال هذه بين الباحثين في هذا اإلختصاص يعني إظهار القواعد واملسلمات التي تحكم املمارسات الخطابية املميزة‬ ‫للمضامين الخصوصية والتي ععتبر "مخجلة"‪ .‬في النهاية يجب االستمرار في توصيف الهيكل التنظيمي للخطاب‬ ‫الحميمي على أساس تحديد التأثيرات الذهنية التي تربط بين املعرفة الثقافية واالجتماعية وعملية التواصل بهدف‬ ‫وضع البحث عن "املحظورات" في الخدمات العمومية في إطار معرفي صحيح‪.‬‬ ‫املتوقع وغير املتوقع‬ ‫هناك عامل آخر من العوامل قيد املالحظة في ترجمة املضامين "املخجلة" في اإلطار االجتماعي وهو عدم القابلية‬ ‫للتوقع‪ .‬ليس كل شيئ يمكن توقعه وليس كل متلقي الخدمة من نفس الطينة‪ .‬من املسلم به بأن الثقافة ععتبر محددا‬ ‫ً‬ ‫رليسيا لكثير من املمارسات اللغوية‪ ،‬لكنها ال تقوم بتصنيع متحدثين جاهزين ومتشابهين‪ ،‬إن الثقافة ليست مصنعا‬ ‫إلنتاج املتحدثين "املستحيين" و"الخجولين"‪ ،‬نعم للثقافة تأثير كبير في صياغة التعبيرات اللغوية لكن املتكلم يمكنه‬ ‫أن يغير الترتيب املتوقع للتراكيب اللغوية ويتجنب الحتمية اللغوية التي تفرض عليه‪ .‬قد نجد أشخاصا يسببون‬ ‫ً‬ ‫الخجل للمترجم بدال من أن يشعروا هم أنفسهم بالخجل كما كان متوقعا‪ ،‬ومنهم بعض النساء وخاصة من شمال‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫التأكيد والنفي‬. ‫‪60‬‬.

(11) ‫التأكيد والنفي موضوعان يجب أن يؤخذا على محمل الجد في الترجمة في قطاع الخدمات العمومية‪ ،‬خاصة في‬ ‫املجالين القضائي والطبي‪ .‬ففي العربية ال يتم النفي بنفس الطريقة التي يتم بها في اإلسبانية مثال‪ ،‬فالسؤال "ألن‬ ‫تأعي؟" لو أن اإلجابة هي فعال نفي املجيء‪ ،‬أي أن املخاطب "لن يأعي" يجيب املتحدث اإلسباني بـ "ال"‪ .‬وهو بذلك ال‬ ‫ينفي الجملة اللغوية وإنما ينفي فعل املجيئ‪ ،‬أي أنه يؤكده "ال‪ ،‬لن آعي"‪ ،‬في حين يجيب العربي بـ "نعم" أي نعم‬ ‫ً‬ ‫للجملة اللغوية القاللة "ألن تأعي؟"‪ ،‬فهو يؤكد على املضمون الداللي للجملة‪ ،‬قالال ضمنيا "نعم‪ ،‬لن آعي"‪ .‬واللهجات‬ ‫العربية غامضة تجاه هذه املسألة وال تتماثل دالما للقاعدة السالدة في العربية الفصحي‪ ،‬بل قد تكون بعض التعابير‬ ‫الدارجة أو العامية مثلها في ذلك مثل اإلسبانية‪ .‬لهذا فعلى املترجم أن يقيم إجابة كل متكلم على حده إذا ما تم طرح‬ ‫السؤال بصيغة النفي‪.‬‬ ‫العوامل غير اللغوية‬ ‫ععد الحركات إحدى العوامل التي يجب أخذها بعين االعتبار أيضا‪ ،‬مثل الحركات الصامتة واالبتسامة والضحكة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واإليماءة والنظرة )‪ .(Torruella Valverde, 2013‬هذ النوع من اللغة قد يحمل أحيانا معلومات تتناقض ظاهريا أو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا مع ما يقال لفظيا‪ ،‬مثلما يحكي هذا املترجم‪:‬‬ ‫ـ احك لنا موقفا أو حادثا أو شيئا أدهشك وعايشته كمترجم في النطاق القانوني والقضائي‪ ،‬يكون فيه‬ ‫املترجمون من الغرب ومتلقي الخدمة من العرب أو العكس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ـ نعم‪ ،‬هناك حالة عايشتها وأععبتني كثيرا حتى تمكنت من فهم ما يقوله ذاك الرجل‪ .‬جاء سيد طالبا‬ ‫للجوء السياس ي‪ ،‬وعند سؤاله عن عدد إخوته أخذ في العد على أصابع يديه بصمت وأنا أنظر إليه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫واحد‪ ،‬اثنان‪ ،‬ثالثة‪ ،‬أربعة‪ ،‬وهكذا لبرهة من الوقت‪ .‬كنت أراه يجمع ويطرح مستخدما كلتا يديه‪ .‬في‬ ‫النهاية قال "إثنان"‪ .‬تخيل أنه ظل كل ذلك الوقت يعد بيديه االثنتين وفي النهاية يقول لك إن لديه‬ ‫أخوين فقط‪ ،‬مما يجعلك عشك في أقواله‪ ،‬لكنه كان يقول الحقيقة‪ ،‬فعلى ما يبدو أن والده كان قد‬ ‫تزوج أكثر من مرة وكذلك والدته‪ ،‬وكان لديه إخوة غير أشقاء من كليهما وأنه ظن أنه في الغرب يعترف‬ ‫فقط باألخوة األشقاء‪ .‬ومن لم يكن من نفس األبوين ال يكون أخا‪.‬‬ ‫‬‫ً‬ ‫صحيح أن لغة الحركات والسكون لها طبيعتها الخاصة‪ .‬وهي أحيانا عساعد على فهم اللغة اللفظية‪ ،‬إال أنها في أحيان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أخرى تزيد األمور ععقيدا فيما يتعلق بالتواصل‪ ،‬كما في املثال السابق‪ .‬وعليه‪ ،‬فلغة الحركات عستخدم كثيرا في العالم‬ ‫العربي لإلشارة إلى بعض الكلمات التي يعتبر النطق بها غير اللق في بعض املواقف‪ .‬أخذا في االعتبار أن بعض النساء‬ ‫العربيات تتخذ من أبنائها الصغار مترجمين لهن في كثير من الدول الغربية‪ ،‬وعندما يدور موضوع الحوار أو أسئلة‬ ‫الطبيب عن العالقات الجنسية و توابعها‪ ،‬تحس املتكلمة بالخجل وتلجأ الستخدام لغة الحركات‪ .‬في مثل هذه‬ ‫الحاالت‪ ،‬عستبدل مفردات اللغة الطبيعية بلغة اإلشارة‪ ،‬مما يعقد أكثر عملية التواصل لعدم تطبيق اللغتين‬ ‫والثقافتين نفس قواعد استخدام وتفسير اللغة اإلشارية املستعملة‪ .‬هذه الصعوبات تحدث عادة عندما ينتمي‬ ‫املترجم للغة والثقافة التي يترجم إليها (املستقبلة)‪.‬‬ ‫العامل األيديولوجي‬ ‫ً‬ ‫يعتبر هذا العامل هاما جدا في بعض الحاالت في عملية التواصل في قطاع الخدمات العمومية )‪.(Freeden, 2013: 22‬‬ ‫وهكذا فإن العالقة بين مقدم الخدمة ومتلقيها من ناحية واملترجم من ناحية أخرى عستمد أصولها كذلك من العامل‬ ‫‪61‬‬.

(12) ‫األيديولوجي واملفاهيم املستقرة في ذهن كل منهم عن اآلخر‪ .‬فاملواقف واملعتقدات الشخصية أو الجماعية ليست‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بعيدة عن عملية تبادل املعلومات بشكل عام‪ ،‬لكنها تكتسب بعدا خاصا بالنسبة للترجمة في قطاع الخدمات‬ ‫العمومية ألننا في هذه الحالة نتعامل مع "اآلخر"‪ ،‬بسلسلة من املواقف تتراوح بين اإلحساس باألبوية الزالدة وبين‬ ‫الرفض القاطع له‪ ،‬بصرف النظر عن اإلجراءات اإلدارية الواجب اتباعها‪ .‬وهذه التداخالت يكون لها تأثير على طريقة‬ ‫معالجة واستقبال والتعاطي مع مفهوم "الحياء" أو ما يمكن اعتباره من املحظورات‪ ،‬فقد الحظنا بعض التأثيرات‬ ‫األيديولوجية في تكوين قناعات من شأنها ععطيل عملية التواصل‪ ،‬ومنها الربط بين "الحياء‪/‬املحظور" وواقع أو ثقافة‬ ‫ً‬ ‫كنا "نحن" هكذا وقد تجاوزناه‪ ،‬مما يعنى أن اآلخر متأخر ثقافيا وفكريا‪ ،‬و‪...‬أو اعتبار الحياء انعكاسا لعدم النضج‬ ‫الثقافي‪ .‬وبالفعل فموضوع الجنس ومشتقاته السيميولوجية ال يتم التعامل معه بنفس الطريقة في إسبانيا كما في‬ ‫الثقافات العربية‪ .‬ففي العالم العربي هناك فكرة شائعة مفادها أن للغرب أزمة ثقافية حقيقية مع موضوع الجنس‬ ‫ً‬ ‫وأنه انتقل من نفي الجنس كش يء كريه في العصور الوسطى وفي بعض األوساط املسيحية املتدينة للتصريح به علنا‬ ‫في األماكن العامة‪ .‬أما العرب فينظرون إليه على أنه موضوع شخص ي وخاص‪ ،‬يمكن الحديث عنه في أوساط خاصة‬ ‫بين املتكافئين‪ .‬وبالفعل فإن كثيرا من النساء الغربيات يشعرن بالخجل عندما يتم سؤالهن‪ ،‬في إجتماعات نسوية مع‬ ‫العربيات‪ ،‬عن الوسيلة التي يستخدمنها ملنع الحمل أو عن مدى تكرار عالقتهن الجنسية‪ .‬املستنبط من هذين املثالين‬ ‫أن املشكلة ليست في نفي أو إثبات الجنس وإنما في طريقه التعاطي معه‪ ،‬بما أن الغربية عشعر بالحرج من املرأة‬ ‫العربية‪ ،‬التي ال تكاد ععرفها‪ ،‬والتي عسألها عن طبيعة عالقتها الجنسية‪ ،‬فالعربية كذلك ال تقبل الكالم عن هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬إال إذا كان بين األنداد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذا النوع من القواعد هو الذي عادة ما يعسر عملية التواصل‪ ،‬فليست للموضوع إذن عالقة باملحافظين أو‬ ‫التقدميين‪ ،‬باليمين أو باليسار‪ ،‬بالتقدم أو بالتخلف‪ ،‬وإنما بقواعد التعامل معه وإدراكه‪ .‬ففي كثير من الثقافات‬ ‫العربية‪ ،‬يتم التعامل مع الجنس على أنه ضرورة بيولوجية‪ ،‬مثلها في ذلك مثل األكل والبراز‪ ،‬وبالفعل ففي الثقافة‬ ‫العربية األصيلة ال أحد يتكلم أمام الناس عما أكله في جوف بيته أو عن عدد مرات ذهابه إلى دورة املياة‪ .‬هذه املقارنة‬ ‫قد تبدو غريبة ومهينة‪ ،‬لكنها األقرب إلى واقع الحال‪ ،‬إن ععبيرات لغوية ميكانيكية مثل "عغيير الزيت" أو "تفريغ الزيت"‬ ‫أو "شحن البطارية" وععبيرات بيولوجية من نوعية "إشباع الحبيب أو الحبيبة" و ععبيرات قانونية مثل "الوفاء‬ ‫باإللتزامات الزوجية" أو “املعاشرة الزوجية” كلها عشير إلى موضوع واحد‪ :‬الجنس‪ .‬والجنس في الثقافات العربية يتم‬ ‫التعامل معه بشكل عام من خالل االستعارات‪ ،‬فاإلفصاح الصريح عنه يلقي باملتكلم في نطاق اإلسفاف والسفه‬ ‫ً‬ ‫االجتماعيين‪ .‬بالفعل فإن التلفظ بتعبيرات جنسية صريحة –بعيدا عن اإلطار الخاص‪-‬ال يسمع في الشارع إال من‬ ‫ً‬ ‫مدمني الخمور واملخدرات أومن ذوي اإلعاقات الذهنية‪ .‬حتى في الدوالر الخاصة‪ ،‬وعندما يتطرق الحديث صراحة إلى‬ ‫ً‬ ‫الجنس وذكر األعضاء الجنسية وطرق ممارسة الجنس املختلفة‪ ،‬ال يشير أحد أبدا إلى زوجته‪/‬زوجه وإنما إلى أي‬ ‫عالقة أخرى عابرة أو إلى الجنس بشكل عام أو إلى عالم الدعارة‪ .‬عندما يتحدث عربي بصراحة عن الجنس فهو يضع‬ ‫نفسه أو زوجته في مكانة أقل مما تحتمه األعراف والقواعد اإلجتماعية‪ ،‬ونفس الش ئ وإن كان عكسيا بالنسبة‬ ‫لثقافات شعوب أخرى‪.‬‬ ‫حينها يظن مقدم الخدمة اإلسباني أن هؤالء العرب ليست لديهم ثقافة جنسية أو أنهم على نفس الحال التي كان هو‬ ‫ً‬ ‫عليها قبل خمسين عاما‪ ،‬في حين يصنف العربي من يحادثه على أنه مكبوت جنسيا أو قليل الحياء‪،‬ال يشعر بذاته إال‬ ‫إذا تكلم عن الجنس‪ .‬وبالفعل تكثر في أوساط املهاجرين العرب ذكورا وإناثا أيضا بعض األفكار النمطية عن الغربيين‬ ‫بشكل عام‪ ،‬من قبيل‪:‬‬ ‫‪62‬‬.

(13) ‫‪ ‬أنهم يقتصرون في الجنس على الكالم‪.‬‬ ‫‪ ‬لسانهم طويل ويستخدمونه في كل شيئ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬يتكلمون كثيرا ويشتغلون قليال‪.‬‬ ‫‪ ‬لهم النظرية بالتطبيق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬إذا كان اللسان فقط طوال الوقت فمن األفضل للواحدة أن تقتني كلبا‪ ،‬مما يوفر عليهاغسل املالبس الداخلية‬ ‫وكي األقمصة‪.‬‬ ‫‪ ‬إنهم مزدوجوا املحرك‪ ،‬واحد من الوسط لألعلى والثاني–ال يشتغل إال قليال من الوسط لالسفل‪.‬‬ ‫‪ ‬يقضون طوال الوقت في القبالت وال يفعلون غير ذلك‪.‬‬ ‫‪ ‬زيادة نسبة العري في الشارع وفي الفن تفجير لكبت‪ ،‬فمن املفروض أال يتحول املعاش لو كان معاشا إلى أسطورة‬ ‫وفن‪ .‬ليس هناك داع لرسم لوحة عارية لرؤيتها‪.‬‬ ‫‪ ‬عندما تقول الغربية إنها ستلبس للخروج فمعناه أنها ستخلع مالبسها للخروج‪ .‬املفروض أن يكون العكس‪.‬‬ ‫‬‫ً‬ ‫األفكار الشائعة ال تتكون فقط عند األكثرية عن األقلية بل العكس أيضا‪ ،‬و تبدأ التأثيرات األيديولوجية في التفاعل‬ ‫ً‬ ‫منذ اللحظة التي يمثل فيها مقدم الخدمة ومتلقيها الصوت الجماعي أو الجمعوي بضمير الجمع "نحن"‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫اآلخر بـ "أنتم"أو أحيانا بـ "هم" إذا توجه بحديثه للمترجم؛ وأحيانا يكون املترجم ممن يشملهم ضمير املخاطب "أنتم"‬ ‫في خطاب مقدم الخدمة‪ .‬هكذا عندما يستخدم أحد طرفي املعادلة صيغة الجمع في التعامل مع اآلخر تتعقد عملية‬ ‫التواصل‪ ،‬خاصة عند الحديث عن تلك األمور التي ععتبر حميمية وخاصة‪.‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫يعد موضوع "املحظور" في الترجمة في قطاع الخدمات العمومية من املوضوعات ذات دور كبير في إنجاح عملية‬ ‫التواصل‪ .‬وجب التذكير بأن فعالية التواصل وسالسة الخطاب ال تقوم بشكل حصري على إتقان املظاهر الشكلية‬ ‫ً‬ ‫للغات وإنما ععتمد أيضا على سلسلة من املحددات االجتماعية والثقافية واأليديلوجية‪ .‬فمن الواضح أن التعبير عن‬ ‫العالقات الزوجية أو الجنسية يختلف من الثقافة العربية إلى اإلسبانية‪ .‬لهذا يتسبب في بعض الحرج عندما يتم‬ ‫اإلفصاح عنه خارج الدوالر الخاصة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك يعتبر هذا الخطاب طبيعيا إذا ما تم بين أقران من نفس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الجنس‪ .‬في مثل هذا السياق ال يعد الكالم عن الجنس ضربا من ضروب الرذيلة‪ ،‬بل موضوعا عاديا‪ .‬ويكون ضمنيا‬ ‫ً‬ ‫واستعاريا إذا كانت هناك فروق في األعمار أو في النوع‪ ،‬ففي هذه الحاالت يتجنب الحديث عن الجنس مع أشخاص‬ ‫ً‬ ‫من أعمار أو أجناس مختلفة‪ ،‬إال إذا كانت محاضرة في التربية الجنسية أو التناسل حيث يلقي األكبر سنا الدرس على‬ ‫من هم أصغر‪ .‬بالنسبة للنساء فمنذ سن املراهقة يتكلمن بحرية عن موضوعات الحمل والوالدة واألمراض‬ ‫والتشوهات الجينية مع أمهاتهن أو أقربائهن من النساء حتى في البوادي النالية‪.‬‬ ‫لعله في الحاالت جميعها تتحكم ثالثة عوامل بالغة األهمية في الحديث عن الجنس‪ :‬الزمان واملكان والنوع‪ .‬من الشائع‬ ‫ً‬ ‫أن نسمع من العربيات جمال من نوعية‪ :‬ليس هذا هو املكان املناسب للكالم في هذا األمر‪ ،‬اآلن ال نستطيع الكالم عنه‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬مازال الوقت مبكرا للكالم مع األوالد في هذه املسألة‪ .‬علما أن عدم أخذ هذه العوامل بعين االعتبار بالنسبة‬ ‫للترجمة في قطاع الخدمات العمومية‪ ،‬قد يجرد كثيرا من املفاهيم من معانيها‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالتمييز بين‬ ‫املجالين الخاص و العام‪ ،‬فالفروق بينهما فروق ثقافية‪ .‬أما في إسبانيا فالحيز الخاص صغير ويكاد يكون شفافا‪ ،‬لكنه‬ ‫‪63‬‬.

(14) ‫ في حين أنه في إسبانيا ـ‬.‫ وأي اعتداء على هذا الحيز يعتبر انتهاكا لحرمة الناس‬.‫كبير وغير شفاف في العالم العربي‬ ‫ أما في العالم‬.‫ غير واضحة املعالم‬-‫مجال هذا البحث ـ تبدو الحدود بين ما هو عام و خاص–من وجهة نظر العرب‬ ‫ أي أنه يعتبر ملكا للجميع ويجب الحفاظ عليه‬.‫ فالحيز العام –مثله مثل الخاص له حرمته غير قابل لالنتهاك‬،‫العربي‬ ً ‫ ومن هنا فالشفافية الغربية في موضوعات الحب‬.‫ ينتمي للحيز الخاص وليس للعام‬،‫ في هذا الصدد‬،‫ والجنس‬،‫محايدا‬ ‫ صحيح أنه يمكننا أن نجد بعض مظاهر‬.‫ من بينها العربية‬،‫والجنس ععتبر غريبة على كثير من الثقافات الشرقية‬ .‫ لكنها ناتجة عن حركة التغريب والعوملة (عوملة القيم) التدريجية لكثير من أنحاء العالم‬،‫الحب في الشارع العربي‬ ً ‫ ليست هناك قاعدة صالحة لكل‬.‫ولهذا األمر انعكاساته أيضا على ترجمة الخجل في قطاع الخدمات العمومية‬ .‫خاصة من الرجال‬،‫ أشخاصا يتكلمون بصريح العبارة عن الجنس‬-‫ فقد نجد –ولو بنسبة قليلة‬،‫الحاالت بالتساوي‬ .‫لكنه استثناء وليس قاعدة‬. ‫املصادر‬ • Ann Corsellis (2008: 128-142) en Public Service Interpreting. First Steps. Sydney: Palgrave Macmillan. • Cercas, J. (2003): «El arte de la entrevista», El País – semanal, nº 1374, p. 8. (Domingo 26 de enero de 2003) • De Epalza, M. (Edit.) (2004): Traducir del árabe. Barcelona: Gedisa. • El-Mmadkouri, M.: Lengua y cultura en la traducción de la terminología jurídica árabe (el caso del Estatuto Personal). (Se adjunta en Pdf). • El-Madkouri M. y B. Soto Aranda., B. (2012).: «Aspectos lingüísticos y extralingüísticos de la traducción jurídico-administrativa de documentos africanos en francé.s», Synergies Espagne, 5: n° 5, pp. 111-128. • El-Madkouri Maataoui, M. (2012): «Lengua y Cultura en la traducción de la terminología jurídica árabe (el caso del estatuto personal)», Revista del Instituto Egipcio de Estudios Islámicos - VOL. XXXIX . Madrid: Instituto Egipcio de Estudios Islámicos. • El-Madkouri, M. (2008.): «Lengua oral y lengua escrita en la traducción e interpretación en los Servicios Públicos». Tonos digital, 15 , [Disponible en http://www.tonosdigital.com/ojs/index.php/tonos/article/view/183/143]-. • Freeden, M. (2013.): Ideología: Una breve introducción (traducción de Javier Fernández Sebastián). Santander: Ediciones de la Universidad de Cantabria. intérpretes y traductores. Habilidades y competencias interculturales», en Carmen Valero -Garcés (Ed.). Traducción e Interpretación en los Servicios Públicos. Contextualización, actualidad y futuro. Granada: Comares. 71-90 • Íñiguez Rueda, L. (2009). El análisis del discurso en las ciencias sociales: variedades, tradiciones y práctica. Barcelona: editorial UOC. • La grande encyclopédie (1976) : Librairie Larousse (V.19), p. 12066. • Nida, E. A y Taber, Ch. R. Taber. (1974.): La traducción: teoría y práctica. Madrid: Editorial Cristiandad. • Richart, M. y Richart Marset, M. Richart Marset. (2012.): Ideología y traducción: por un análisis genético del doblaje. Madrid: Biblioteca Nueva. • Torruella Valverde, J. (2013.): La adecuación en la interpretación en los SS. PP. Comunicación no verbal, temas «tabú» y reacción a ciertos rituales (Árabe- Español). Trabajo de Fin de Máster, Máster Universitario en Comunicación Intercultural, Interpretación y Traducción en 64.

(15) los Servicios Públicos; Universidad de Alcalá de Henares (realizado bajo la dirección de Mohamed El-Madkouri) • Valero Garcés, C. (2008. ): Formas de mediación intercultural. Málaga: Comares. • Valero Garcés, C. (2011): Traducción e Interpretación en los Servicios Públicos en el siglo XXI. Alcalá de Henares: Universidad de Alcalá de Henares.. 65.

(16)

Referencias

Documento similar

The number of characters per line also varies depending on a number of factors, including the alphabet and the medium: TV subtitles are usually limited to 37

It is characteristic in such systems that the slightest variation of the initial conditions causes two identical chaotic systems to show trajectories that rapidly evolve

This contribution analyses two smart card deployments for the authentica- tion of users in public services, comparing their respective characteristics and capabilities: the

Upon they arrival in Malaga, Erasmus students and non-EU mobility students must attend one of the official meetings of the International Office in September (SM1) or in February

These includes measures of health care (hospital beds per person, measles immunization rates for children), measures of access to public services (availability of sanitation

.Cuadernos de ejercicos nuevo Avance 5 y 6 بــيتك فــيلأت في تكراــش. 2009 مــسولم ةيناــسنإ موــلع صــصخت يــملعلا ثــحبلل لــيلحتلا في ةــيملعلا

Upon they arrival in Malaga, Erasmus students and non-EU mobility students must attend one of the official meetings of the International Office in September (SM1) or in February

Therefore, it is observed that color flyers, printed both sides, were much more usual in the group of Company and Asian (100%), that in the group of Independent or Group,